السل المعوي هو أحد أشكال مرض السل الذي يصيب الجهاز الهضمي. وهو مرض معدٍ يحدث بسبب عدوى بكتيريا Mycobacterium tuberculosis. عادة ما يؤثر السل على الرئتين، لكنه في بعض الحالات ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأمعاء، مما يؤدي إلى ظهور أعراض ومضاعفات قد تكون خطيرة.
المحتويات
1. أسباب السل المعوي وطرق انتقاله
1.1 ما هو السل؟
السل هو عدوى بكتيرية مزمنة تُصيب عادةً الرئتين ولكن يمكن أن تنتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم. في حالات معينة، تصل البكتيريا إلى الجهاز الهضمي مسببة التهاب الأمعاء أو العقد الليمفاوية المحيطة.
1.2 كيف ينتقل السل المعوي؟
- ابتلاع البلغم المصاب: يحدث هذا في حالة ابتلاع الشخص للبلغم المحتوي على البكتيريا القادمة من الرئتين.
- الانتشار الدموي: عندما تنتقل البكتيريا عبر الدم من منطقة مصابة (مثل الرئتين) إلى الجهاز الهضمي.
- تناول الأطعمة أو المياه الملوثة: في بعض الحالات النادرة، قد تنتقل البكتيريا عبر أطعمة أو مشروبات ملوثة بالبراز المصاب.
2. أعراض السل المعوي
2.1 الأعراض الأولية
- آلام البطن: قد تكون خفيفة أو شديدة وتظهر على فترات متقطعة.
- الإسهال المزمن: يستمر لفترة طويلة وقد يكون مصحوبًا بخروج دم أو مخاط.
- فقدان الشهية والوزن: يؤدي إلى الهزال وسوء التغذية.
- الحمى المتقطعة: تظهر بشكل خاص في الليل وتكون مصحوبة بتعرق ليلي.
2.2 الأعراض المتقدمة
- انسداد الأمعاء: نتيجة الالتهاب المزمن أو تضخم العقد الليمفاوية.
- انتفاخ البطن: بسبب تجمع السوائل أو الغازات.
- ظهور كتل في البطن: ناتجة عن تضخم العقد الليمفاوية أو تجمع البكتيريا في منطقة معينة.
2.3 متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت الأعراض التالية، يُنصح بزيارة الطبيب فورًا:
- استمرار الإسهال المزمن لأكثر من أسبوعين.
- فقدان غير مبرر للوزن مع الحمى.
- ألم شديد أو مستمر في البطن.
3. طرق التشخيص
3.1 الفحص السريري
- تقييم الأعراض.
- فحص البطن للتحقق من وجود كتل أو تورم.
3.2 الفحوصات المخبرية
- تحليل البراز: للكشف عن البكتيريا المسببة.
- اختبار السل الجلدي (Mantoux Test): لتحديد ما إذا كان الشخص تعرض للبكتيريا المسببة للسل.
3.3 الفحوصات التصويرية
- الأشعة السينية للبطن: تكشف عن التغيرات في الأمعاء.
- الأشعة المقطعية (CT): لتحديد مدى تأثر الأنسجة والأعضاء.
- تنظير الأمعاء: للحصول على عينة (خزعة) لتأكيد التشخيص.
3.4 الفحص النسيجي
أخذ عينة من الأنسجة المصابة وفحصها تحت المجهر، مما يساعد في تحديد وجود البكتيريا.
4. طرق العلاج
4.1 العلاج الدوائي
العلاج يعتمد على مضادات السل، وعادة يتضمن:
- الأيزونيازيد (Isoniazid).
- الريفامبيسين (Rifampicin).
- الإيثامبوتول (Ethambutol).
- البيرازيناميد (Pyrazinamide).
4.2 مدة العلاج
- يستمر العلاج عادة من 6 إلى 12 شهرًا.
- في بعض الحالات، قد تتطلب العدوى مقاومة المضادات الحيوية استخدام أدوية بديلة لفترة أطول.
4.3 الجراحة
تُستخدم في الحالات الشديدة مثل انسداد الأمعاء، الخراجات الكبيرة، أو النزيف.
5. الوقاية من السل المعوي
5.1 التطعيم
- لقاح BCG: يُعتبر التطعيم الرئيسي للوقاية من السل، وهو فعّال بشكل خاص للأطفال.
5.2 اتباع العادات الصحية
- غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام.
- تجنب الأطعمة والمشروبات غير النظيفة.
5.3 تجنب الاتصال المباشر بالمصابين
- إذا كان هناك مريض بالسل الرئوي في المنزل، يجب اتخاذ الاحتياطات لمنع انتقال العدوى.
6. النظام الغذائي ودوره في العلاج
6.1 الأطعمة الموصى بها
- البروتينات: مثل اللحوم البيضاء والبيض لتعزيز المناعة.
- الألياف: لتحسين صحة الأمعاء، مثل الحبوب الكاملة والخضروات.
- السوائل: لتعويض فقدان السوائل الناتج عن الإسهال.
6.2 الأطعمة التي يجب تجنبها
- الأطعمة الدهنية والمقلية التي تسبب تهيج الأمعاء.
- الأطعمة الغنية بالسكر التي تضعف المناعة.
7. أسئلة شائعة
هل السل المعوي معدٍ؟
نادرًا ما يكون معديًا إلا إذا كان الشخص يفرز البكتيريا في البراز.
7.2 هل يمكن الشفاء التام؟
نعم، يمكن الشفاء التام إذا تم التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج.
7.3 هل يؤثر العلاج على الكبد؟
بعض أدوية السل قد تؤدي إلى إجهاد الكبد، لذا يُنصح بإجراء فحوصات دورية لوظائف الكبد.
8. خاتمة
السل المعوي مرض خطير لكنه قابل للعلاج إذا تم تشخيصه مبكرًا. الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي الصحي يلعبان دورًا محوريًا في التعافي. إذا كنت تعاني من الأعراض المذكورة، استشر الطبيب على الفور لتجنب المضاعفات.