د. محمد صفيان

كل ما تود معرفته عن جرثومة المعدة

جرثومة المعدة

مقدمة:

جرثومة المعدة، المعروفة علميًا باسم “هيليكوباكتر بيلوري” (H. pylori)، ( أو الميكروب الحلزوني)، هي عدوى بكتيرية شائعة تُصيب بطانة المعدة. على الرغم من أن العديد من الأشخاص لا يُظهرون أي أعراض، إلا أن هذه العدوى قد تُؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل قرحة المعدة وسرطان المعدة.

في هذا المقال، سنغوص في أعماق هذا الموضوع، وسنُسلط الضوء على كل ما يتعلق بجرثومة المعدة، من حيث أعراضها وأسبابها وطرق تشخيصها وعلاجها، ونُقدم نصائح لتناول مكملات الحديد بفعالية، ونُدرج قائمة بالأطعمة الغنية بالحديد التي تُساعد على الوقاية من هذا المرض.

الأعراض:

لا يُظهر العديد من المصابين بجرثومة المعدة أي أعراض، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض خفيفة، تشمل:

  • الشعور بالتعب والإرهاق: يُعدّ هذا من أكثر الأعراض شيوعًا، حيث يشعر المصابون بانخفاض في الطاقة والنشاط، ويُواجهون صعوبة في أداء المهام اليومية.
  • شحوب البشرة: يظهر شحوب البشرة في الوجه والجلد بشكل عام، وذلك بسبب نقص الحديد الذي ينتج عن سوء امتصاصه بسبب وجود جرثومة المعدة.
  • القئ المستمر:حيث أنها تؤدي إلى التهاب المعدة
  • ضيق في التنفس: يُعاني المصابون من صعوبة في التنفس، خاصة عند بذل أي مجهود، وذلك بسبب نقص الأكسجين في الجسم. وذلك ليس بسبب الجرثومة بشكل مباشر ولكنه بسبب الإصابة بالتهاب المعدة والذي يؤدي إلى صعوبة التنفس.
  • الشعور بالنتفاخ والإمتلاء: حيث تتسبب الإصابة بالجرثومة في عسر الهضم وزيادة الغازات
  • ألم في أعلى البطن: قد يشعر المصابون بألم في البطن وتحديدا في الجزء العلوى، خاصة عند الوجبات وذلك لكون الجرثومة تتسبب في التهاب جدار المعدة.
  • تغير لون البراز: قد يصبح لون البراز داكنا أو أسودا، وذلك في حالة تطور الحالة إلى التهاب المعدة النزفي،وهي حالة ينزف فيها جدار المعدة دما فيتغير لون البراز إلى اللون الأسود.
  • تساقط الشعر: يُعاني المصابون من تساقط الشعر بشكل ملحوظ، وذلك بسبب نقص الحديد الذي يُعتبر ضروريًا لنمو الشعر.
  • برودة في الأطراف: يُصبح الدم أقل قدرة على نقل الحرارة إلى جميع أنحاء الجسم، مما يُؤدي إلى الشعور بالبرودة في الأطراف.
  • صعوبة في التركيز: يُؤثر نقص الأكسجين في الدماغ على وظائفه، مما يُسبب صعوبة في التركيز والانتباه.

الأسباب:

تنتقل جرثومة المعدة من شخص لآخر من خلال:

  • التلامس المباشر: مثل مشاركة الطعام أو الشراب مع شخص مصاب، أو تقبيل شخص مصاب.
  • البراز الملوث: يمكن أن ينتشر البكتيريا من براز الشخص المصاب إلى الماء أو الطعام إذا لم يتم غسل اليدين بشكل صحيح.
  • التقيؤ: يمكن أن ينتشر البكتيريا من قيء الشخص المصاب إلى الهواء، مما قد يُصيب الأشخاص الآخرين الذين يتنفسون هذا الهواء.

عوامل الخطر:

هناك بعض العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بجرثومة المعدة، تشمل:

  • العيش في بلد نامٍ: تنتشر جرثومة المعدة بشكل أكبر في البلدان النامية حيث تتوفر مرافق الصرف الصحي ونظافة المياه بشكل أقل.
  • العيش مع شخص مصاب: يُعدّ العيش مع شخص مصاب بجرثومة المعدة من أهم عوامل الخطر.
  • العمل في مجال تحضير الطعام: يُعدّ العاملون في مجال تحضير الطعام أكثر عرضة للإصابة بجرثومة المعدة، خاصةً إذا لم يتم اتباع ممارسات النظافة الشخصية بشكل صحيح.
  • ضعف جهاز المناعة: الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى نقص المناعة البشرية، أكثر عرضة للإصابة بجرثومة المعدة.

مضاعفات جرثومة المعدة:

  • قرحة المعدة: تُؤدي الإصابة الجرثومة إلى تآكل بطانة المعدة، مما يُسبب قرحة المعدة، وتتمثل أعراضها في ألم حارق في المعدة، خاصةً بعد تناول الطعام، والشعور بالغثيان والقيء، وفقدان الشهية، ونقص الوزن.
  • التهاب المعدة: يُؤدي الالتهاب المُستمر في بطانة المعدة إلى التهاب المعدة، وتتمثل أعراضها في ألم في المعدة، والشعور بالامتلاء بعد تناول كمية قليلة من الطعام، وفقدان الشهية، ونقص الوزن، والإسهال.
  • سرطان المعدة: تُزيد الإصابة بالجرثومة الحلزونية من خطر الإصابة بسرطان المعدة بشكل كبير.
  • نقص الحديد: تُؤدي الإصابة إلى سوء امتصاص الحديد من الطعام، ,ايضا فقدان الحديد في البراز بسبب التهاب المعدة النازف. مما يُسبب فقر الدم، وتتمثل أعراضه في شحوب البشرة، والتعب والإرهاق، وضيق في التنفس، تسارع ضربات القلب، دوار وصداع، تساقط الشعر، برودة في الأطراف، صعوبة في التركيز.
  • مضاعفات نادرة: في بعض الحالات النادرة، قد تُؤدي جرثومة المعدة إلى مضاعفات أخرى، مثل سرطان المريء، سرطان الأمعاء الدقيقة.

التشخيص:

يُمكن تشخيص جرثومة المعدة من خلال عدة اختبارات، تشمل:

  • اختبارات الدم: تُقيس هذه الاختبارات وجود أجسام مضادة لجرثومة المعدة في الدم.
  • اختبارات البراز: تُستخدم هذه الاختبارات للكشف عن وجود البكتيريا في البراز.
  • اختبارات التنفس: تُستخدم هذه الاختبارات للكشف عن وجود البكتيريا في المعدة من خلال تحليل عينة من أنفاس المريض.
  • مناظير المعدة: في بعض الحالات، قد يُستخدم منظار المعدة لفحص بطانة المعدة وأخذ خزعة لفحصها تحت المجهر.

العلاج:

يُعتمد علاج جرثومة المعدة على المضادات الحيوية، بالإضافة إلى بعض الأدوية الأخرى، مثل مثبطات مضخة البروتون، التي تُساعد على تقليل الحموضة في المعدة وتخفيف الأعراض.

الوقاية:

يُمكن الوقاية من جرثومة المعدة من خلال اتباع بعض الإجراءات الوقائية، تشمل:

  • غسل اليدين جيدًا: يُعدّ غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، خاصةً قبل وبعد تناول الطعام، من أهم طرق الوقاية من جرثومة المعدة.
  • طهي الطعام جيدًا: يُجب طهي الطعام جيدًا، خاصةً اللحوم والدواجن والبيض، لقتل البكتيريا.
  • تجنب مشاركة الطعام أو الشراب مع شخص مصاب: لا تُشارك الطعام أو الشراب مع شخص مصاب بجرثومة المعدة.
  • شرب الماء المأمون: يُجب شرب الماء المأمون، خاصةً في البلدان النامية.
  • استخدام المراحيض النظيفة: يُجب استخدام المراحيض النظيفة وتجنب استخدام المراحيض العامة غير النظيفة.

خاتمة:

جرثومة المعدة مرض شائع يُمكن علاجه بسهولة من خلال المضادات الحيوية والأدوية الأخرى.

إنّ اتباع نظام غذائي صحي غني بالحديد، وتناول فيتامين ج، وتجنب مسببات العدوى، يُساعد على الوقاية من جرثومة المعدة وعلاجها بفعالية.

هل لديك أي أسئلة حول جرثومة المعدة أو النظام الغذائي أو مكملات الحديد؟

لا تتردد في طرح أسئلتك في التعليقات.

ملاحظة:

  • هذا المقال هو للإعلام فقط، ولا يُغني عن استشارة الطبيب المختص.
  • تأكد من مراجعة مصادر المعلومات المُوثوقة قبل اتباع أي نصائح طبية.

نتمنى لك صحة جيدة!

روابط مفيدة:

اقرأ أيضا:

أنيميا نقص الحديد: عدو خفي يهدد صحتك

Scroll to Top